29 Aralık 2014 Pazartesi




يأس السوريين أمام خيار لا المعارضة ولا النظام
مته تشوبوكتشو/ Mete Çubukçu

Çeviri: Mustafa Shahin 
mustefashahin@gmail.com

سورية يائسة, تستمر حرب أهلية غير معروف نهايتها. تغدو وكأنها "وليمة للذئاب" دمر كل ما فيها من قيم إنسانية وحضارية وتحول كل ما فيها إلى حطام. لا يوجد شيء اسمه الثورة, وللأسف الأهداف التي بدأوا فيها بعيدةً كل البعد عنهم الآن.
للأسد الحصة الأكبر لحصول هذا الدمار, وتبقى الحصة الباقية للمعارضة التي بقيت بتوجهات مختلفة. والآن ظهر تنظيم وحشي إلى جانب طرفي النزاع وهو ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
جميع السوريين الذين خرجوا في مظاهرات ضد ظلم النظام على مر سنوات طوال مطالبين سوريا من دون الأسد، بائسون محطمو الآمال في هذه الأيام. قسم منهم قُتل, وقسم آخر شُرد وقسم طرد وأصبح خارج الحدث. قديماً كانوا بعيدين عن قرارات النظام والآن بعيدين عن قرارات المعارضة. فيردد النشطاء في أنفسهم "لم نكن نتوقع أن نصل إلى هذه الدرجة أبداً".
الصحافي الإيطالي فرانتشيسكا بوري/ Francesca Bori الذي صار له سنتان في حلب أوضح الوضع هناك بهذا الشكل: "قديماً, كنت قد قسمت النزاع هنا إلى ثلاثة أطراف: مؤيدي الأسد والمتمردين والمسلمين المتطرفين، ولكن كنت مخطئاً. هناك طرف رابع وهو السوريون. لا حول لهم ولا قوة. إن سألت أي سوريٍ عدا المتمردين والموالين للأسد ستجدونهم لا يؤيدون أي طرف من أطراف النزاع لأن جميع الأطراف قتلت كل أملٍ فيهم, ولأنه لم يبق لديهم سوى العمل على البقاء حياً".
نستطيع الجزم على أنه لم يبق أحدٌ ولم يتدخل في الأزمة السورية. علاوة على ما فعله النظام, وعلى نحو متهكم انقضّت دول أتت من أصقاع الأرض محاولين حل نزاعاتهم الدولية على أرض سوريا, إن كانوا من الشرق الأدنى أم من غربها فقد أصبح الجميع يعلم كل ما يدور على الأرض. لهذا السبب لا نستطيع أن نكون واقعيين عندما نردد جملة: "تحديد السوريين لمستقبلهم".
قسمٌ من الهاربين من الحرب التجأوا إلى "حدود" النظام, ليسوا لأنهم مؤيدين للأسد, فقط للبقاء حياً, وليس لديهم خيارٌ آخر. ليس العلويين فقط, بل هناك الكثيرين من السنة والمسيحيين والدروز أيضاً ممن التجأوا إليهم.
قسمٌ آخر بقي في المناطق الموجودة تحت سيطرة المعارضة, ولكن البراميل المتفجرة تُمطر على هذه المناطق. وسبب بقاء هؤلاء ليس لأملهم في أن المعارضة ستكسب الحرب, بل لخوفهم من نظام الأسد, ومن المحتمل أن يحصلوا على بعض المساعدات قد تأتِ من المعارضة. هناك من يشرب مياه الأمطار كمياه أساسية للشرب ويتناول أوراق الشجر كطعامٍ وغذاءٍ لهم.
المعارضة السورية بالقدر الموجود في الخارج نادرة الوجود على أرض سوريا. لأن آمال الناس بهذه المعارضة محطمة, وحتى "المعارضة المعتدلة" لم تعد مهمة بالنسبة لهم.
كمثال؛ هل مازال هناك مؤسسة اسمها الجيش السوري الحر؟ ولماذا قياداتها غير موجودة على أرض سوريا بل جميعهم خارج الحدود, ويقومون بزيارات نادرة لساحات القتال. والجهة المسماة بالواجهة السياسية للمعارضة من هم ومن يمثلون؟ وهل لهم قوة عسكرية على الأرض؟ هل هناك أجوبة لهذه الأسئلة؟
المؤسف في الأمر أن المعارضة المسلحة تميل إلى الجهة الأقوى في الصراع مع الأسد؛ إن كان طوعاً ومحبة أو غصباً فقد بايع قسم كبيرٌ منهم الدولة الاسلامية. وتنظيم الدولة الاسلامية ليس بتنظيم إرهابي فقط, بل هو تنظيم يؤسس لنفسه أرضية نفسية يؤثر بها على الأفراد. حتى وإن انتهى هذا التنظيم فإن تأثير أفكاره سيبقى مدة طويلة.
المعارضة المسلحة أمثال جبهة النصرة, الجبهة الاسلامية السلفية أو حركة حزم, أو المعارضة التي تدعمها تركيا وقطر؛ مثل ألوية التوحيد, ثوار الرقة, شمس الشمال بل وكذلك العشرات من الأطراف, من تحارب هذه التنظيمات والجهات؟
إلى أي مرحلة أو درجة قد تصل هذه الجهات المتصارعة التي نسيت هدفها الأساسي ألا وهو محاربة نظام الأسد, وبقيت تحارب بعضها البعض على أساس أجندات خارجية وليست داخلية وحتى قواعدها الأساسية ومراكز تدريباتها خارج حدود سوريا؟
تحالف وحدات حماية الشعب مع الجيش السوري الحر أنتهى بإنشاء بركان الفرات وهو التحالف الملموس على الأرض؛ صغير ولكنه مثالٌ ونواة للتحالف بينهما. لأن هذا التحالف يحارب بشكل ملموس الطرف الآخر.
قدم مندوب الأمم المتحدة دي ميستورا/ De Mistura مقترحاً وهو: تجميد القتال على الأرض. هادفاً بذلك أن يحافظ كل طرف على مواقعه القتالية على الأرض لينتقلوا إلى مرحلة أخرى وبدء المحادثات. المقترح لا يبدو بأنه مقبول من أطراف النزاع. لأنهم يخشون من أن يؤدي ذلك لتقوية قبضة الأسد. والسبب الأساسي في عدم تطبيق هذا الاقتراح ليس رحيل الأسد أو الدولة الإسلامية بل من سيبدأ أولا.
مناطق حظر جوي أو تعزيزات وتدريبات عسكرية ليس واضحاً إلى درجة ستكون مجدية, نهايتها غير واضحة المعالم. أي طرف أو مجموعات سيتم تدريبهم وتسليحهم؟ وهل هناك ضمانات في أن لا تتحول هذه القوات المدربة إلى مافيا أو أن ينضموا إلى أطراف متطرفة كما جبهة النصرة أو الدولة الاسلامية؟ هناك تسريبات تقول بأن أماكن تدريب المقاتلين السوريين المعارضين وتسليحهم قد يكون في بيشاور. وطبعاً لا ننسى المجزرة التي حصلت لطلاب المدرسة في بيشاور.
الشعب السوري مازال يحوم ويدور في دوامة اليأس. هل سيكون للقصف الأمريكي أية جدوى؟ وهل يؤثر على نظام الأسد, ويكسر من شوكته؟
وأكثر الأسئلة التي يتم تداولها هذه الأيام: لماذا كوباني وليست حلب؟.
كوباني وحلب تستحقان نفس الجهود. تقام على أرض مدينة حلب حرب عالمية بكل معنى الكلمة, وهي تذكرنا بمآسي وآلام تلك الحروب. مقارنة هاتين المدينتين ببعضهما البعض أو تفضيل مدينة على أخرى أمرٌ ليس له معنى.

Hiç yorum yok:

Yorum Gönder