قد تضطر تركيا إلى مكافحة داعش لسنين طوال
METE ÇUBUKÇU/مته تشوبوكتشو
قد تصبح داعش أكثر وحشية إن تم تضييق الخناق عليها, لأنه تنظيم قادر على إلحاق الأذية بالمساحات القريبة من المناطق التي يسيطر عليها, والطريقة التي قتلوا فيها الطيار الأردني أو الصحافيين اليابانيين خير مثالٍ على ذلك.
الهزيمة الكبرى التي تعرض لها داعش في كوباني, وانسحاب قواتها أمام قوات بيشمركة كردستان العراق في شمال العراق, والخسائر الكبيرة التي مني بها جراء ضربات طائرات التحالف قد يجعل داعش يضطر إلى إعادة تجميع قواته من جديد.
عدد قتلى داعش في حرب كوباني تجاوز الآلاف, ودُمرت أغلب أسلحته الثقيلة الموجودة في المدينة, علماً أنهم لم يحصلوا على أية نتيجة تذكر بالرغم من الثقل الكبير الذي أولوه في حربهم هناك. وقللت خسارة كوباني من هيبتها تجاه الخارج اضافةً إلى انهيار في صفوف بعض مقاتليه.
إصرار التنظيم بالاستمرار في حرب كوباني خلق جدالاً داخله. حتى أنه ظهرت عمليات اعدامات لبعض الأشخاص داخل التنظيم لهذه الاسباب. المقاومة الشرسة التي ظهرت في كوباني, والانسحاب الذي حصل أمام قوات كردستان العراق, كانت بالنسبة لتنظيم داعش نقطة تحول واضحة. داعش استنفز قوته في هاتين النقطتين. طبعاً جميع هذه الضربات لا تعني نهاية التنظيم.
اعدام زملائنا الصحافيين وقتل الطيار الأردني؛ والطريقة المختلفة التي قتلوا فيها الطيار تدل على صحة الأسباب التي ذكرناها ما ورد في أعلاه. التنظيم يشعر بحاجته إلى أن يتم التحدث عن عملياته ورهبته؛ إلى نشر وتجديد الخوف والذعر الذي نشروه مسبقاً, ولأن داعش خسر مساحات كبيرة إضافة إلى فقدانها المعنويات والهيبة التي كانت موجودة داخل التنظيم وخارجه قد يجعل التنظيم أكثر خطورة من قبل.
وخاصة الطريقة المختلفة التي قتلوا فيها الطيار الاردني أرعبت دول الجوار والدول المشاركة في التحالف الدولي, حتى أن (الامارات العربية المتحدة انسحبت من التحالف).كل ذلك كان مجرد بروباغندا دعائي لنشر هيبته من جديد.
لا يجب أن ننسى تركيا عندما نتحدث عن الدول المجاورة لداعش. وضْعُ التنظيم بثقله على حرب كوباني لم يكن دون سبب. بسيطرته على كوباني كان سيصل ويربط بين حدوده الشرقية والغربية المشتركة مع تركيا, وحدوده كانت ستمتد من وسط سوريا إلى شمالها, أي حتى حدود تركيا.
أي أن التنظيم كان سيضع يده على نقطة الحدود مع تركيا في كوباني. ولكن لم يحصل ذلك. كوباني نقطة مهمة واستراتيجية, لو أصبحت تحت سيطرة داعش لأصبح للتنظيم حدودٌ طويلة مع تركيا. هل كانت تركيا تستهين بكل هذا الأمر أم أنها كانت مدركةً لذلك؟ لكم التعليق. بنهاية الأمر يظهر أن تركيا تم ابعادها عن داعش بغير ارادتها. ولكن كل ذلك لا يعني بعد خطر داعش. علماً بأن داعش له مراكز مختلفة على حدود تركيا, فقط طريقة تواجده مختلفة.
مثال على ذلك نسمع أخبار انسحاب التنظيم من أرياف حلب الذي كان يسيطر عليه. ليس هناك أدنى شك بأن جبهة النصرة ستأخذ تلك المناطق التي كان يسيطر عليها داعش.
داعش الذي لم يستطيع البقاء في كوباني مازال له حدودٌ مع تركيا, يحاول إظهار قوته في بلدان كما لبنان والأردن وسيناء في مصر. وقتل الطيار الأردني هي رسالة بدء التنظيم نشاطه في قلب الأردن, لأن التنظيمات السلفية في الأردن هي بيئة ملائمة لأستخدامها كأهداف له, وقد يخلق حالة عدم استقرار في البلاد. ونتذكر بعد مبايعة الجماعات المقاتلة في سيناء مصر للتنظيم ازدادت الهجمات هناك.
ولا ننسى أن تنظيم داعش لا يحارب الدول التي تحاربه وتهاجمه فقط, بل قد يثير التوتر في البلدان التي يلجأ إليها بعض أفراضهفراراً من الحرب. وخاصةً إن كان لهم دورٌ حتى ولو كان بسيطاً في إثارة التوتر.
عدم اهتمام تركيا بالتوترات في دول الجوار مهما حصل حالة حاصلة من قبل كما باكستان نموذجاً. اعتقال تركيا لبعض المنضمين إلى داعش في الفترة الأخيرة إن كانوا أجانب قدموا إلى تركيا أو مواطنين أتراك أمرٌ مهم داخلياً وعالمياً. فقد قلل ذلك بشكل واضح المنضمين إلى التنظيم داخل تركيا وخارجه. وبالرغم من صعوبة تجاوز الحدود السورية في الفترة الحالية إلا أن تدفقهم مازال مستمراً.
ولكن الأهم هو نشر التنظيمات كما النصرة وداعش بيئة مناسبة لها في المناطق التي يصلون إليها, ولا يجب أن نستخف بهذه التحركات. الاستخفاف بهذه البيئة التي قد تحدث مشاكل مهمةً في المستقبل في الدول الموجودة فيها, وتركيا غير بعيدة عن ذلك.
معلوماتنا وتجاربنا على مر التاريخ تذكرنا بأمرٍ مهم, وهو أن تركيا ستبقى تكافح داعش على مر سنين طوال.
////////////نهاية النص//6////////////
Çeviri: Mustafa Şahin
Hiç yorum yok:
Yorum Gönder