لوحة كبيرة: داعش ليست خيالاً, بل حقيقة
مته تشوبوكتشو/ Mete Çubukçu
بعد المجزرة التي حصلت في دار النشر تشارلي إيبدو في باريس ظهرتوستظهر بشكل طبيعي تصريحات متعددة. حتى وإن كانت بعض الأمورواضحة (هوية المهاجمين ..إلخ) هناك معلومات متباينة توضح فيها علاقات هؤلاءبتنظيمات ارهابية, ومن المحتمل أن تكون تابعة لتنظيمات كما داعش المنحدرةومنفصلة من القاعدة.
وصُدرت تصريحات عن دولتنا فيما يخص المجزرة التي حصلت في باريس تفيدبالعادة التي عمت دول الشرق الأوسط وهي "إحالة كل شيء إلى مؤامرة"
هنا لدينا ثلاثة أسئلة:
هل يجب أن تكون أول جملة نقولها بأن حدث كهذا له علاقة بالمؤامرة؟
هل هناك ضرورة لمفردة "ولكن" بعد الجملة الأولى وإنشاء مبررات على الحدث؟
لمَ إظهار حالة الدفاع في الحدث؟
لا أحد معفيٌ من شيء
مؤكدٌ بأن المجزرة التي حصلت كانت بمثابة وضع السمن على العسل بالنسبةللإسلاموفوبيين الموجودين في أوربا حول المهاجرين والمسلمين القاطنين هناك, وسيكون وضع المهاجرين والغرباء في أوربا أكثر عرضة لحملات موجهة ضدهمكالاقصاء.
ولكن لو نظرنا إلى اللوحة نظرة شاملة فإننا لا نستطيع غض البصر عن ظاهرةالتنظيمات الاسلامية المتطرفة كما القاعدة وداعش التي بدأت بنشاطاتهاالمؤثرة في سوريا والتي انتشرت على جغرافية افريقيا, ونجد بأن داعش ليسخيالاً بل حقيقة. حقيقة انتشارهم يزداد أكثر فأكثر بالمنضمين إليهم من أورباوالدعم يأتيهم من سوريا والعراق.
الجميع يستطيع استخدام هؤلاء لأجل مصالحهم الخاصة ولكن الوضع الاهمليس ذاك, الأهمية تكمن في غض البصر عن التدفق الكبير للجهاديين الذين لاأمر أو جهة تديرهم, قادمين من أوربا, ليبيا, تونس, باكستان, شيشان, تركيا...إلخ
إن كان المهاجمون اعضاء لدى داعش فهذا يدل على ظاهرة جديدة.
عندما تجد أوربا نفسها مع حالة "قطع الرؤوس" وجهاً لوجه حينها يكون خطرعودة المجاهدين القادمين من سوريا أمراً لا مفر منه. لأن الأفراد المنضمينلداعش قد تعلموا القتل والحرب وسيصبح لديهم خلايا في بلدانهم.
إن كان المهاجمون اعضاء لدى تنظيم داعش فهذا يعني ظاهرة جديدة, لأنهم ذوخبرة قتالية, ولا يجب أن يتعجب أحدٌ من تصرفاتهم المريحة في الحركة فيالهجوم.
ستتكرر أحداث كهذه. ولنعيد إلى أذهاننا ما قاله المسئول عن تدريب حركةطالبان أثناء الحرب الباردة في باكستان قبل سنتين : "يجب أن يتم إيقافالقاعدة في سوريا وإلا سيتم انتشاره في كامل المنطقة, ليأخذ الجميع حتىتركيا الحيطة من ذلك"
الاستخفاف بالجهاديين
طبعاً هنا لا نقصد الجهاديين الموجودين في سوريا فقط بل نقصد بالموجودينفي أفريقيا والمغرب العربي ودولاً أخرى. لأن الموضوع أصبح يتجاوز فكرةارتباط ظهور الجهاديين بالفقر أو الاهمال.
هناك الكثير من الأمور السوسيولوجية التي يجب مناقشتها والتوقف عندها. ولكن ما يجب القيام به هو عدم الاستخفاف والاستهتار أو مقابلة تدفقهم بلطفوابتسامة والبدء بأخذ تدابير جدية حول تدفق المهاجرين.
لأن الجهات التي لا تأخذ التنظيمات الجهادية كما داعش على محمل الجدوتدعي بأنها حالة مؤقتة تكون قد مهدت للجهاديين في تكوين أرضية مناسبة.
مؤكدٌ بأن العديد من الدول بعد هذا الهجوم ستقوم بإعادة النظر حول الوضعفي سوريا الذي أصبح أشبه بمستنقع سياسي, لأنها قضية يجب أن يتمتسويتها.
Hiç yorum yok:
Yorum Gönder